تحية ممزوجة بنسمات الربيع المنعشة للروح والنفس لكل أعضاء منتدانا الرائع
في أحد الأيام وانا أطالع النسخة المعربة للكاتب الكبير جبران خليل جبران رأيت عدد كبير من القصص القصيرة الغنية بالعبر الرائعة والمعاني الجميلة وقررت ان أنقل بعضها لكم وإخترت لكم لهذا اليوم هذه القصة الجميلة على امل ان تنال إعجابكم.
تلاقى نسر وقبرة على صخرة فوق ربوة عالية . قالت القبرة: "طاب صباحك أيها السيد "، فنظر إليها النسر من عل ، وقال بصوت خافت: "طاب صباحك".
وقالت القبرة : "أرجو أن يكون كل شئ على ما تروم ، أيها السيد".
أجابها النسر :" أجل كل شئ على ما نروم . ولكن ألا تعلمين أنني ملك الطيور ، وأنه لا يجوز أن تخاطبينا قبل أن نبدأك بالكلام".
قالت القبرة :"يلوح لي أننا من أسرة واحدة".
نظر اليها النسر بازدراء وقال : من هو هذا الذي قال أنني وإياكي من أسرة واحدة.
أجابت القبرة : " ولكنني أود أن أذكرك بهذا الأمر ، وهو أني في مستطاعي أن أطير في العلاء كما تعلو ، وفي مستطاعي أن أغني وأدخل الفرح على قلوب المخلوقات الأخرى من أبناء الأرض ، ولاتملك أنت أن تقدم لها فرحا ولا متعة."
عند ذاك غضب النسر وقال " فرح ومتعة أنت أيتها المخلوقة الصغيرة المدعية ! إني لقادر على تحطيمك بنقرة واحدة من منقاري ، وما أنت إلا بحجم قدمي ."
فما كان من القبرة إلا ان إرتمت على ظهر النسر وأخذت تنقر بريشه وأحس النسر بضيق وإنزعاج ، وطار بقوة وإرتفع ما استطاع الإرتفاع وقد أضمر ان يلقي القبرة عن ظهره، ولكنه أخفق في ذلك . وأخيرا إنطرح على الصخرة العالية ذاتها التي طار عنها، وهو أشد ما يكون غيظا وحنقا ، ولم تفارق القبرة الصغيرة ظهرة، وراح يلعن تلك الساعة وما قدر له فيها .
وإقتربت منه في تلك اللحظة سلحفاة صغيرة ، واستغرقت في الضحك من المنظر واستمرت تضحك حتى استلقت على ظهرها .
ونظر النسر من عليائه إلى السلحفاة وقال : " أنت أيتها المخلوقة البطيئة الحدباء ، اللاصقة أبدا بالأرض مما تضحكين ؟".
أجابت السلحفاة :" ذاك أني أراك تحولت إلى حصان ، وقد ركبك طير صغير ، غير أن الطير الصغير هو الأحسن."
فقال لها النسر :" انصرفي لشأنك . إنها قضية أسرة ، بيني وبين أختي لقبرة ، ولادخل لغريب فيها."
مواضيع مشابهة:
اقتباس